الثِّقلُ النَّوعِي للحركة الوطنيَّة الفلسطينيَّة فِي قطاع غزَّة (الدَّورُ الوَطَنِي والفِعْلُ المُقاوِمُ وآفاقُ المُسْتَقْبَل)

مقدمة:

تطوَّر دور قطاع غزَّة كجزء أصيل من مكونات السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني، حيث أصبح يمثِّل بوابة رئيسيَّة لمقاومة الاحتلال، وتنظيم النِّضال الفلسطيني، لا سيما في سياق الأحداث التاريخيَّة المحوريَّة مثل نكبة عام 1948، وحرب 1967 وما تلاها من توسيع الاحتلال، وتنامي الحركة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، ثم الانتفاضة الفلسطينيَّة الأولى عام 1987، ثمَّ اتفاقيَّة أوسلو 1993، وأثرها في تشكيل المشهد السِّياسي والاجتماعي في القطاع، ثمَّ الانتفاضة الفلسطينيَّة الثَّانية، وفي العقود اللَّاحقة تأثَّرَت الحياة في القطاع -بشكل كبير- بالقيود الإسرائيليَّة، والحصار الذي فرض عليه اعتبارًا من عام 2007، ممَّا أدَّى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والإنسانيَّة، وهذا أدَّى بدوره إلى هجوم 7 أكتوبر 2023، والَّذِي أسفر عن عدوان إسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة، ممَّا أدَّى إلى سقوط أكثر من 37 ألف شهيد، و89 ألف جريح، ودمار واسع للبنية التحتيَّة.