التطورات الداخلية الاسرائيلية وأفق التسوية السياسية بعد السابع من اكتوبر
ورقة بحثية مختصة بالحراك السياسي الداخلي الاسرائيلي بين اليمين والجنرالات
شكَّلَتْ عمليَّة “طوفان الأقصى” مرحلة فارقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كونها جاءت في ظلِّ وجود حكومة إسرائيليَّةِ توصف بأنها الأشد تطرُّفًا في تاريخ إسرائيل، وتتكون من بنيامين نتنياهو – في ولايته السادسة على رأس الحكومة-، مع وجود شخصيات تُعَدُّ الأشد تطرُّفًا في إسرائيل سموتريتش وبن غفير، واللذان كانا على هامش الحياة السياسيَّةِ وأصبحَا في قلبها، وقد فَضَّل نتنياهو التَّحَالُفَ معهما ومع حزبي الحريديم شاس ويهودات هتوراة، من أجْلِ تكوين هذا التحالف اليميني غير المسبوق، والَّذِي جاءَ وَفْقَ أجندة “حسم الصِّراع” معَ الفلسطينيِّين- كمَا رَوَّجَ لِذَلك زعيم حزب الصّهيونيَّةِ الدِّينيَّةِ سموتريتش – ويسعى إلى فرض هيمنة اليمين علَى الحياة في داخل إسرائيل، بالإضافة إلى محاولة نتنياهو إنقاذ نفسه من المحاكمة في قضايا الفساد التي تَمَّ تقديمُ لوائح اتِّهامٍ ضده.
لقَد أدَّتْ هذِه العمليَّة إلى فتحِ الباب واسعًا أمام مجموعةٍ من التَّساؤُلات منها: كيف أثَّرَتْ عمليَّةُ طوفان الأقصى في المشهد الإسرائيلي الداخلي؟ وما فرصُ صعود حزب الجنرالات لسُدَّة الحكم في إسرائيل وتشكيل حكومة جديدة؟ ارتباطًا بعديد من التَّطوُّراتِ في الحياة السِّياسيَّةِ الإسرائيليَّةِ، كما كشفت عنها استطلاعات الرأي، وما تقوم به الإدارة الأميركية من تفضيل طرف على الآخر، خاصة في ظل رغبة الجمهور الإسرائيلي في تولي الجنرالات سدة الحكم. وما احتمالات حَلِّ الصِّرَاعِ الفلسطينيِّ الإسرائيليِّ؟ من خلال إعادة الحديث عن أهمية حَلِّ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وعدم القدرة على القفز عنها، كما حاول نتنياهو من خلال التطبيع مع بعض الدُّول العربيَّةِ.