ورقة بحثية بعنوان: سياسات إدارة ترامب تجاه الأراضي الفلسطينيَّة في الولاية الثَّانية (بين التَّهجير والضَّم)   

شكَّلت الانتخابات الرئاسيَّة الأميركيَّة – لعام 2024 – مرحلة جديدة في المشهد السياسي الأميركي، بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، ويأتي هذا وسط اهتمام دولي ومحلِّي كبير بالحرب الدَّائِرَة في غزَّة ولبنان، ضمن مشهد إقليمي شديد التعقيد والتشابك، فمن المتوقَّع أن يتصدَّر الشَّرقُ الأوسط أولويَّات الإدارة الأميركيَّة الجديدة.

وتُمثِّل عودة الرئيس ترامب للساحة السياسيَّة في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة انقلابًا على كلِّ المقاربات التي حكمت السِّياسة الخارجيَّة الأمريكيَّة تجاه منطقة الشَّرق الأوسط، والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وهذا الانقلاب شكَّل منعطفًا كبيرًا في الرؤية الأمريكيَّة تجاه هذا الصراع، عبر تبني رؤية اليمين الدِّيني الحاكم في إسرائيل، والتَّخلِّي عن المقاربات الأمريكيَّة السَّابقة التي انتهجَتْها مُعْظم الإدارات القائمة على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، والتَّسوية السياسيَّة وفق قرارات الشرعيَّة الدولية، وخاصَّة القرارين 242/338 الصَّادرين من مجلس الأمن الدَّولي.

خلال الولاية الأولى للرَّئيس ترامب تبنَّى الرُّؤية الإسرائيليَّة تجاه الصِّراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحاول نسف مُرْتكَزَات القضية الفلسطينيَّة، من خلال مسار القرارات الانفراديَّة، عبر الاعتراف بالقُدْس عاصمة لإسرائيل، ونقل السِّفَارة للقُدْس، ووقف تمويل الأونروا والسُّلطة الفلسطينيَّة، وإغلاق مكتب منظَّمة التَّحرير في واشنطن، وغيرها من القرارات التي حاول ترامب من خلالها فرض حلٍّ على الفلسطينيِّين حسب الرؤية الإسرائيليَّة من خلال ما يعرف بصفقة القرن، فلقَد شَهِدَت فترة ما بين 2017 و2020 العديد من السياسات الرئيسيَّة في تغيير الديناميكيَّات الإقليميَّة، مِنَ اتفاقيَّات إبراهيم إلى الانسحاب منَ الاتِّفَاق النَّووي الإيراني لعام 2015، ومن تعزيز العلاقات مع النِّظَام الملكي السُّعودي إلى الغارات الجويَّة والدَّعوات إلى سحب القوَّات من سوريا.

وفي هذه الورقة سوف نُسلِّط الضَّوء على السياسات الأمريكيَّة في فترة حكم إدارة ترامب تجاه الأراضي الفلسطينيَّة في غزَّة والضفة الغربيَّة خلال الولاية الثانية، ورؤيتها تجاه التَّسوية السياسيَّة، بناءً على ما اتَّضح من مواقف وتصريحات أمريكيَّة خلال الأيام الأولى لدُخول إدارة ترامب البيت الأبيض.

اعداد د.منصور أبو كريم