إسرائيل ومعضلة اليوم التالي للحرب ( تحديات الواقع والسيناريوهات المحتملة)
ورقة سياسية بعنوان: إسرائيل و معضلة اليوم التالي للحرب
منذ أن أعلنت إسرائيلُ الحربَ على قطاع غزة وضعت أهدافها المتمثلة في القضاء على القدرات العسكريَّةِ للفصائلِ الفلسطينيَّة، والقدرات السُّلطويَّةِ لمنظومة حكم حركةِ حماس في القطاع، وبدأ الحديثُ عن معضلة اليوم التالي للحرب، خاصة في ظل بروز نقاطِ خلافٍ جوهريَّةٍ بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن على إستراتيجيَّةِ اليوم التالي للحرب. فإسرائيل التي أعلنَتْ على لسان نتنياهو أنها لن تسمح بعودة السلطةِ الفلسطينيَّةِ للقطاع لضمان استمرار فصل الجغرافيا السِّياسيَّةِ الفلسطينيَّةِ، بهدف استمرار التَّنكُّرِ لأسس التَّسوية ومبدأِ حلِّ الدَّولتينِ، لم تطرح حتى الآن رؤيةً أو خطةَ عملٍ قابلة للتنفيذ لمعضلة اليوم التالي للحرب.
يُعدُّ غياب الخطة الاستراتيجيَّةِ لإدارة قطاع غزة بعيدًا عن حكم حركة حماس- كما حددت إسرائيل في أهداف الحرب-أمرًا صعبًا، ويضع المستوى السياسي والأمني والعسكري فيها أمام معضلة كبرى، ويفتحُ البابَ أمامَ طرح مجموعة من التَّساؤُلات حول ماهيَّة التحدِّياتِ الأمنيَّةِ والإنسانيَّةِ لغياب الخطة الواقعيَّةِ لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء المعارك العسكريَّة؟ فما طبيعة الخلافات الأمريكيَّة الإسرائيليَّةِ حول إستراتيجيَّةِ اليوم التالي للحربِ؟
كما أنه يفتح الباب أمام العديدِ من السِّيناريوهات حول مستقبل حكم قطاع غزَّةَ، خاصَّة في ظلِّ تحدِّيات المعارك العسكريَّة للجيش الإسرائيلي في القطاع، وبروز العديد من الخلافات في وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكيَّةِ وحكومة نتنياهو حول مستقبل القطاع وجهود التَّسوية السِّياسيَّةِ.
اعداد د.منصور أبو كريم