الاوضاع الأمنية والسياسية في الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر

“الاقتحامات العسكرية والتوسع الاستيطاني”

مقدمة:

منذ السَّابع من أكتوبر 2023 كثَّفَتْ إسرائيل عمليَّاتها العسكريَّة والأمنيَّة في مدن وبلدات ومخيمات اللَّاجئين في الضَّفَّة الغربيَّة، مع تركُّزها في جنين ونابلس وطولكرم، ويمكن وصف الهجوم الإسرائيلي على الضَّفَّة الغربيَّة بأنَّه هجومٌ شاملٌ ينطوي على عدوان عسكري واجتياحات واسعة النطاق. ورافق هذا التصعيد الأمني ​​تدهور الوضع الاقتصادي في الضَّفَّة الغربيَّة، حيث يُحظَر على العُمَّال الفلسطينيين العمل في إسرائيل، وتمَّ تشديد الحصار على التجمُّعات الفلسطينية من خلال زيادة الحواجز العسكريَّة على الطُّرق، وتطويق المدن الفلسطينيَّة، وزيادة هجمات المستوطنين الإسرائيليين على القرى والبلدات الفلسطينيَّة، لا سيما بعد توزيع البنادق الهجوميَّة عليهم، وربطهم بوحدات عسكريَّة عاملة، وترافَقَ ذلك مع توسُّع استيطاني، وإقامة المزيد من البؤر الاستيطانيَّة، وتصريحات علنية معادية للسُّلطة الفلسطينية، مما أدَّى إلى تصعيد التوتر والعنف ضد الفلسطينيِّين، وإضعاف سيطرة السلطة الفلسطينيَّة هناك.

وتبحث هذه الورقة في الأوضاع الأمنيَّة والسِّياسيَّة في الضَّفَّة الغربيَّة بعد السَّابع من أكتوبر، في ظلِّ تصاعُدِ الاعتداءاتِ والانتهاكاتِ الإسرائيليَّة على المدن والمخيَّمات الفلسطينيَّة، وذلك من خلال رصد اقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي لقلب المدن والمخيمات الفلسطينيَّة في الضَّفَّة الغربيَّة، والتَّوسُّع الاستيطاني واعتداءات المستوطنين، والحصار الاقتصادي المتعمَّد، كمَا سوف تتناول هذه الورقة أيضًا رصد الأوضاع السِّياسيَّة عبر سياسة الضَّمِّ وخطة الحسم، ومحاولات إضعاف السلطة الفلسطينية، وفصلها إداريًّا وسياسيًّا عن قطاع غزة، وحصار الحكومة الفلسطينيَّة الجديدة التي تم تشكيلها للربط بين الضَّفَّة وغزة في إطار عملية إصلاح سياسي استعدادًا للعودة إلى مسار حلِّ الدَّولتين برعاية أمريكية عربية. وأخيرًا مآلات الأوضاع في الضَّفَّة الغربيَّة.

اعداد: د.رائد نجم