"سلاحُ التَّجويع فِي قطاع غزَّة كجريمة حرب بين: "القانون الدَّولي الإنساني وتداعياته الإنسانيَّة

مقدمة

يُعَاني قطاع غزَّة أزمة إنسانيَّة متفاقمة ومتعددة الأبعاد والتَّداعيات، نتيجة سياسات التَّجويع التي تستخدمها قوَّات الاحتلال الإسرائيلي تجاه القطاع منذ السَّابع مِن أكتوبر2023، حيث تستخدم إسرائيل سلاح الجوع والتَّجويع كأحد أدوات وأساليب الحرب، فقد أعلنت منذ اليوم الأول للحرب عن فرض حصار شامل وكامل على القطاع، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء، وأغلقت المعابر الحدوديَّة، واعتبرت قطاع غزَّة كيانًا معاديًا، وتحدث هذه الجريمة رغم أنَّ قواعد القانون الدَّولي والإنساني، والعديد من المعاهدات والاتفاقيَّات والبرتوكولات الدوليَّة تحرم استخدام الجوع كسلاح في الحروب.

في المقابل أصبح معظم سكَّان القطاع يُعانون من انعدام الأمن الغذائي وسوء التَّغذية، وتراجع مستوى الخدمات الصحيَّة والعلاجيَّة، وانعدام سبل الحياة بسبب الانقطاع المستمر لإمدادات المياه ومياه الشُّرب والطَّاقة والكهرباء وغاز الطَّهي، ممَّا اضطرَّ العديد من الأسر لاستخدام وسائل بدائيَّة في طهي الطَّعام.

وفي هذه الورقة سوف نُسلِّط الضَّوء على سياسة التَّجويع الإسرائيليَّة تجاه قطاع غزَّة من منظور القانون الدَّولي الإنساني، والتَّداعيات الإنسانيَّة والحياتيَّة التي نتجت عن هذه السِّياسة على المجتمع الفلسطيني بصورة عامة، والفئات الهشَّة بصورة خاصَّة.

اعداد د. منصور ابو كريم